منتديات المبدع العربي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات المبدع العربي

إسلامية، اقتصادية، سياسية، أدبية، تاريخ قديم وإسلامي ومعاصر، شباب ورياضة وتوظيف، اجتماعيات ودردشة
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 قصة أعجبتني: قبة سيدي الولي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الأديب
عضو جديد



ذكر عدد الرسائل : 34
العمر : 47
العمل : صحفي
الموهبة : الشعر
تاريخ التسجيل : 01/05/2009

قصة أعجبتني: قبة سيدي الولي Empty
مُساهمةموضوع: قصة أعجبتني: قبة سيدي الولي   قصة أعجبتني: قبة سيدي الولي Emptyالجمعة 08 مايو 2009, 10:07 pm

قصة أعجبتني
قبة سيدي الولي
بقلم: أحلام أحمد – 20 عاما - مصر
نشرت على موقع إسلام أون لاين: بتاريخ: 28 فبراير 2005م
*****************************************

بين بحر النيل الممتد من المدينة حتى قريتي أو بساتين النخيل كان طريقي..

الشمس تميل نحو الغروب باسطة رداء أحمر على المدينة والنخيل وشاطئ النيل أو البحر كما نسميه في بلادنا.. مددت خطواتي لاهثا خلف خيوط النهار، لأصحبها وأستنير، لم تسعفني رجلاي الناحلتان.. فالمسافة لم تزل طويلة.. اقتربت من شاطئ البحر.. وبللت رجلي بالماء وواصلت المسير.

تذكرت جدتي التي كانت تجمعنا نحن الصغار حولها كل مساء.

من البحر يخرج بجسمه الضخم، يعتلي "وابور" البحر.. يسحب البحارة من أعناقهم إلى القاع -المارد- يخرج في أي وقت وفي أي مكان في البحر!

"حسان صياد من القرية التي بجوارنا شاهد خشبة طويلة تلعب بها الأمواج على الشاطئ عند المساء.. سحبها فانتصب شبح أسود امتد إلى السماء.. فسقط مغشيا عليه.

أيضا "أم أحمد" امرأة جميلة لم تكمل عقدها الثالث.. خرجت عند الفجر لتملأ جرة الماء كباقي النسوة، لكن المارد جذبها للماء ولم يُعثر على جثة.

ارتعدت مفاصلي.. انتابني رعب شديد.. تلفت في جميع الجهات فأسرعت مبتعدا عن الشاطئ إلى الطريق الترابية.

مسحت نهر العرق المتدفق من جبهتي وواصلت السير. اقتربت من الجانب الآخر.. حيث أشجار النخيل المثمرة.. مددت الخطوات واسعة –هرولة- تداعيات عديدة طافت بي جدتي مرة أخرى..

بين نخلتين وضعت ولدها وذهبت تبحث عن طعام.. رأته يسير بين النخيل ويحمل سمكا، لامست رجليه وهزت ذيلها وكان مواؤها عاليا.. طاردها، وعندما سقط الحجر الذي رماه بين النخلتين صرخت لقد قتلت ولدي فخر مغشيا عليه.

- اقشعر بدني.. أحسست أن شعر رأسي قد انتصب، وأن رجلي ترتعشان، فهذه الوحدة وهذا الظلام يبعثان على الخوف والرعب.

ابتعدت عدوا عن النخيل وجعلت مسيرتي بين النيل والنخيل.. في الطريق الترابية أحسست بصعوبة في السير في هذا الطريق المرهق إلا أنني حاولت استعادة رباطة جأشي.. فأنا الآن في مأمن من مفاجآت بحر النيل، وبساتين النخيل.

اقتربت من موقع أعرفه جيدا، على اليسار نحو بساتين النخيل، شجرة عتيقة يحيط بها بعض أشجار النخيل على شكل دائرة.. هنا قبة ضريح سيدي الولي الذي أعرفه جيدا. لا يمر عام إلا وأزوره مع جدتي أو مع الجيران عندما أصاب أو أحد إخوتي بأي مرض، تنذر جدتي علي للشفاء وتطوف حول القبة ثلاث أو سبع مرات ثم تمسح جبيني أو موضع الألم بتراب الضريح.. ثم تنثر الحلوى والحمص والفول السوداني حوله.

بدأت تنتظم خطواتي، وهدأ روعي فسيدي الولي يحرسني. إنه يعرفني جيدا فأنا المتمسك بتلابيب الأعلام والبيارق التي تحيط به.. وأنا من نثر تراب الضريح على رأسي وعنقي.. وأنا من صلى عليه كثيرا.. هذه يدي اليمنى تحمل الكتاب الذي وضعه الشيخ والذي يقيم في كوخه الصغير بجوار الضريح تهللت أساريري وانتشيت في مشيتي.

نهيق حمار يقترب.. لا شك أنه يخص الشيخ، ولكنه ما يزال يسير بجوار دون أن يكف عن النهيق.. لا شك أنه جائع مثلي.. قبضت قبضة من العشب القريب من وسط النخيل لأعطيه إياها.. لكن.. الحمار له أذنان كبيران بصوت عال صرخت:

- ما أكبر أذنيك

- ليسا بأكبر من أذنيك

أحسست بسحابة سوداء تجتاحني ثم سقط مغشيا علي. كانت أصوات عالية.. أنغام صاخبة (زار)؟ لا أعرف.. خيزرانة تلهب ظهري لأصرخ وأستغيث وتنفرج الشفاه.. لقد حضروا.. لقد حضروا!

جدتي تدهن ظهري وتسقيني وعود الشفاء. أطوف بمولاي وسيدي الولي كل خميس.. أعانق الشيخ أتبارك به. تمد جدتي يدها ببعض الجنيهات.. يقبض عليها.. فتنصرف.. هرعت بكل قواي نحو الجرافة بعد أن شاهدته يجرف كوخ الشيخ ويرميه بعيدا.. ثم يعود موجها جرافته إلى قبة سيدي الولي.

أمسكت بتلابيبه.. بيده الضخمة القوية أبعد يدي الناحلتين ثم ابتسم!

لقد قبضوا على الشيخ بعد أن وجدوا أطنانا من الحشيش والأفيون يخبئها أسفل قبة الولي.

تصبب مني العرق غزيرا.. نزعت الحجاب من يدي اليمنى رميته أرضا بصقت عليه.. ثم دسته بقدمي.. هذبت شاربي.. بدلت ملابسي.. قصدت مجلسا مع فتيان القرية، ضحكنا كثيرا.. قال أحدهم: وجدوه ممدودا على ضفة النيل وفي عنقه أحجبة ومسابح وقدح، وبعد أن قبروه أصبح مزارا..!

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قصة أعجبتني: قبة سيدي الولي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات المبدع العربي :: المنتدى الأدبي :: القصة القصيرة والرواية ونقدهما-
انتقل الى: