محمد صالح عضو جديد
عدد الرسائل : 2 العمر : 44 العمل : إطار بمؤسسة مالية الموهبة : شعر تاريخ التسجيل : 12/02/2013
![منبر على نعش (رثاء الشيخ أحمد سحنون) Empty](https://2img.net/i/empty.gif) | موضوع: منبر على نعش (رثاء الشيخ أحمد سحنون) الأربعاء 13 فبراير 2013, 1:03 pm | |
| كتبت هذه القصيدة عام 2003 في رثاء الشيخ أحمد سحنون رحمة الله عليه، و هو إمام خطيب أديب من تلاميذ العلامة عبد الحميد بن باديس الجزائري رحمهما الله و جزاهما عنا خير الجزاء
هل نسأل الرحمن كونا أوسعا فالكون ضَم بنا الجهات الأربعا
ذا الكون ضاق فهل لنا من ملجأ إلا لمن -للكون- كان الصانعا
ذا الكون ضاق بلا اكتظاظ للورى بل بالبلاء إذا أصاب وأوجعا
نزل البلاء من السّماء، فضيقنا من وطأة الأحزان دقَّ الأضلعا
فترى الثرى غير الثرى، وكأنما حبـاته علمت بوقع الواقعا
ما بال شمسك يا نهار تلطخت والوقت عصر أم أبت أن تلمعا
أترى الحياة تبدلت أم أنها الـ أبصارُ قد طمستْ لهول الفاجعا
أوجعْتَ يا إثنين أمّة َأحمد وحرمتَ منها شمسها أن تطلعا
وقلعتَ من بستانها شجر الحجى عزَّتْ علينا مثلُها أن تُقلعا
فثمارها نورٌ، بعيدٌ قطفُها ولطعمُها أولى بألاَّ يُشبَعَا
حوضٌ لِمَاءِ المُزْنِ أشبه في النَّقا فلئن سقى عَطِشًا سقى و تضلَعَا
وسحابةٌ ملئى أتتها ريحُها والأرض من يبسٍ تتوق لتجرعا
خمدتْ إلى يوم القيامة شعلة ٌ هيهات أندادٌ لها أن تسطعا
سحنون دمعتنا ثوَتْ تحت الثرى والعين ما ملكت لدمعٍ مرجعا
يا شيخ أحمد هل تراك هجرتنا هجر الغضوب إذا تجهز مسرعا
أم أن ربَك قد أراد عذابنا فالعلم يرفعه الإله بمن وعى
أم أن موتك لم يكن موتًا.. إذن قم يا سَمِيًّا للرّسول وتابعا
قم إنَّ مثلَكَ ليس يُدفَنُ مثلنا بل ما مشى فينا ودب وما سعى
قم فالجزائر ليس فيها منبر مثل الذي بِنَدِيِّ قولكَ رُصِّعَا
قمْ ليس فينا من يضيء "أسامة" فَلأنت أولى أن تقول فتُسمعَا
ليت ابن آدم كالسَّحابِ إذا مضى ردَّته ريحٌ -رحمةً- كي يدمعَا
يا ظُلمة ًبعد الإمام تلبَدتْ وغدتْ لآلام الجزائر مرتعا
ومفازة شحَّتْ بلمح سرابها ومصيرُ عابر أرضها أن يُصرَعَا
أو لُجَّة هوجاء بين ضفافها موج الردى متأهبٌ كي يَسْفَعَا
قد خفتُ أن أبكيكَ شيخي فالبُكاءُ أقلُّ شأنًا أن يسودَ المجمعَا
إنَّ البُكاءَ غدا علينا لا لنا نحن اليتامى.. أنت مِتَّ لتُرفعَا
سابَقْتنَا في طاعةِ المولى فكنتَ لِطاعة المولى أخفّ وأسرعَا
ووعظتَنَا ومسحتَ رانَ قلوبنا وتركتنا نبكي الفؤاد الأنصعا
يا ربِّ لا نقوى على ردِّ القضا إلا بقول العـبد "ربي" إن دعا
فارحمه يا رحمن وأجُرْ سعيَنَا أنت السّـميعُ لمن أسرَّ وأسمعا بقلم: غطاس محمد صالح | |
|